إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بالأسماء والوقائع: خيانة مرسى.. الملف الأكبر فى المخابرات العامة




■ تقرير من الأمن القومى لنيابة أمن الدولة يتضمن تسجيلات هاتفية ووثائق ومعلومات سرية سربها بنفسه

■ رصد مكالمة هاتفية للرئيس المخلوع يكشف موافقته على إقامة قاعدتين عسكريتين لأمريكا فى مصر

كل ثورة تقود بالضرورة إلى محاكمة الرئيس الذى ثار عليه الشعب، قد تكون المحاكمة فورية وتؤدى لإعدامه مثلما حدث لشاوشسكى فى رومانيا، وقد تكون المحاكمة ثورية عن مسئوليته فى انهيار الدولة وإفقار المواطنين، وأحيانا أخرى تكون المحاكمة جنائيا مثلما يحاكم الرئيس المخلوع مبارك عن مسئوليته فى قتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير، ولكن وحده مرسى الذى يواجه تهمة خطيرة ومشينة تتعلق بالأمن القومى والتخابر من جهات أجنبية، وفى نفس القضية أو الفضيحة يقف الرجل القوى فى تنظيم الإخوان خيرت الشاطر موقف المتهم.بعيدا عن التحقيقات الرسمية فإن ملف اتهام مرسى يعد الملف الأكبر فى تاريخ العمليات الكبرى فى المخابرات.. ملف متخم بالفضائح التى تدين مرسى بأسوأ تهمة فى تاريخ أى مواطن، فما بالك برئيس دولة منتخب من شعب، ومؤتمن بالدستور على مصالح وطنه، ومهمته الأولى الدفاع عن حدود وتراب هذا الوطن، ولكن مرسى لم يخرج من عباءة أو بالأحرى قفص الجماعة والتنظيم الدولى، ولذلك فإن هدف مرسى لم يكن حماية أمن مصر القومى ولكنه كان تمكين التنظيم من مصر، ولذلك استغل مرسى منصبه الرئاسى ليسرب الأسرار المهمة والخطيرة لأعضاء التنظيم الدولى من أهل حماس. اخترق مرسى الخطوط الحمراء للأمن القومى المصرى، فعل ذلك معنويا وماديا بالمعلومات وبالأرض وأهان منصب الرئاسة عندما وضعه تحت أقدام رجال التنظيم، وحول نفسه إلى مجرد ناقل لأسرار الدولة التى انتخب لحماية أمنها القومى.

خزانة الأسرار أو بالأحرى الفضائح متعددة الأوراق والحكايات، وعابرة لحدود الدول والقارات.. بعضها بدأ الكشف عنه خلال العام الأسود الذى حكم فيه مرسى مصر، فقد كشف مرسى نفسه سريعا، كأى عميل غبى يسهل كشفه مثل العميل الذى كشف نفسه من خلال صوت حذائه فى الأفلام الكوميدية، ولكن فضيحة وعار مرسى وقصصه تستحق أن تتحول إلى فيلم درامى عن الرئيس الذى خان شعبه.

1

لعبة التسريب

لا سر يخفى على رئيس الجمهورية، وكل تقرير، وكل خطوة مهمة وخطيرة ترصدها المخابرات العامة تقوم المخابرات عبر القنوات الرسمية بإبلاغها للرئيس مباشرة، لم يتغير الوضع بالنسبة للرئيس المعزول مرسى، على الأقل بالنسبة للمخابرات، فقد كانت المخابرات ترسل كل المعلومات والأسرار المهمة التى تمس أو بالأحرى تتقاطع مع أمن مصر القومى للدكتور مرسى، فى البداية كانت المعلومات أو التقارير أو الأسرار تبلغ شفويا للرئيس المعزول، وكانت المفاجأة أو الصدمة أن المعلومات التى كان يتم إبلاغها لمرسى كانت تصل إلى الجبهة الأخرى إلى حماس وعملائها، وكانت تعود هذه المعلومات مرة أخرى للمخابرات، ولكن عن طريق حماس.. ثمة خط ساخن ومستمر ومتواصل بين مرسى وحماس، خط ساخن جدا لا يمكن تصوره فضلا عن قبوله، وكان القرار ألا يتم الاعتماد على الطريقة الشفهية وأن ترفع التقارير السرية والمعلومات وأسرار الأمن القومى لرئيس الجمهورية فى ذلك الوقت مرسى بتقارير مكتوبة، وهذا ما حدث بالفعل، وبذلك انتقلت مرحلة التعامل مع مرسى إلى مستوى آخر، بدأت المخابرات ترفع تقاريرها السرية لمرسى مكتوبة، لكن مرسى العميل الغبى لم يغير طريقته. كانت التقارير ترسل لمرسى مكتوبة. ثم تحصل عليها المخابرات من الجانب الآخر من حماس، فالخط الساخن لم يتوقف لحظة بين الرئاسة أو بالأحرى بين مرسى وبين حماس، ولكن تحولت التقارير من الشفوى للكتابة، ما مكن المخابرات من أن توثق الواقعة، وتضخم ملف التقارير الدوارة من المخابرات لمرسى لحماس لدى الجهاز، وهكذا أصبح تعامل مرسى مع حماس وتسريبه أسرار الأمن القومى المصرى موثقا بعشرات من التقارير المكتوبة.

لم يكن مرسى شاطر فى الحساب، فى خطبه لم يكن من الصعب أن تكتشف بسهولة أنه لا يفهم فى الحساب ولا (تفرق) معاه الأرقام، فاكرين بالطبع خطبته الشهيرة عن المؤامرة والصوابع. قال مرسى هناك ثلاث اربع سبع صوابع بتلعب فى الأمن المصرى، ولكن هناك فارقاً بين أن يكون الرئيس المعزول يخطئ فى الأرقام، ولا يفهم فى الحساب، وبين أن يتنازل عن الأرض المصرية عن كام متر من أرض مصر، وعلى طريقة مرسى تنازل الرئيس الإخوانى عن كام متر، مترين، ثلاثة، مائة متر، ولكن الحقيقة أو الفضيحة أن مرسى تنازل عن 200 متر من حلايب وشلاتين، وذلك فى قعدة ود وكرم مع أخية الرئيس السودانى البشير. تنازل الرئيس أى رئيس عن شبر وليس مائتى متر من أرض بلاده هى قضية خيانة، فليس هناك بعد التفريط فى الأرض من جريمة أو تهمة، هذه أسوأ جريمة يمكن أن يتم ضبط رئيس متورطا بها كعادته أنكر مرسى ورجاله الفضيحة، وتحدوا بأن تكون الأرض المصرية أو الحدود المصرية تم تعديلها أو حتى المساس بشبر من الأرض، وبالطبع كان مرسى وجماعته وأهله على ثقة أن موقفهم سليم، وأن الأرض المصرية والحدود المصرية لم يتم تغييرها، فقد تمت حماية الحدود المصرية وحلايب وشلاتين ولكن هذه الحماية لم يكن مرسى وراءها ولا علاقة له بها. فقد وافق مرسى بل تحمس للتنازل عن 200 متر من حدود حلايب وشلاتين المصرية للسودان الشقيق، وعندما علم الجيش المصرى بهذه الكارثة.تصرف على الفور، وجاء تصرفه على النحو الذى يحفظ لمصر أمنها القومى وحدودها، ويحمى أرضها، فعلى الفور سافر وفد رفيع المستوى من الجيش للخرطوم، وأفهم البشير أن يتعامل مع موضوع حلايب وشلاتين، ووعد مرسى كأن لم يكن، ورضخت السودان لهذا القرار، وانتهى الأمر أو بالأحرى المهزلة عند هذا الحد، وبعد أن أنقذ الجيش المصرى حلايب وشلاتين. ظهر مرسى فى خطبه يسخر مما يقال هو تنازله عن حلايب وشلاتين، ويتحدى على طريقة رامبو أن يثبت المعارضون كلامهم، فقد كان مرسى واثقا أن الجيش منع الكارثة، ولذلك أراد أن يخرج منتصرا من ورطته أو بالأحرى جريمته، لكن السودانيين لم يتركوه ينعم بانتصاره، فقد خرج مسئول سودانى على شاشات الفضائيات، وأكد الواقعة والفضيحة، وقال إن مرسى بالفعل وافق على طلب تعديل يخص حلايب وشلاتين، فخرس مرسى وجماعته، وحاولوا تجاهل الرد السودانى، ولكن داخل الجماعة اعترفوا بأن (بالقلم) الذى أخذوه على (قفا) الجماعة، ولم يفهم مرسى ولا جماعته سر تخلى الأشقاء السودانيين عنهم، وفضحهم لمخطط تنازل مرسى عن أرض مصرية لصالحهم.

3

قواعد العار

ملف خيانة مرسى وخطاياه يشمل كوكتيلاً من الخطايا وكلها تتصل بالأمن القومى المصرى، فى عام حكمه الأسود تم هدم كل ثوابت الأمن القومى، وكأنه يمشى بأستيكة على كل قواعد الأمن القومى الذى يحمى مصر ويحافظ عليها. لم يقبل رئيس مصرى وجود قواعد عسكرية أمريكية على أرض مصر. حتى الرئيس المعزول مبارك على كل خطاياه لم يصل يوما للتفريط فى أمن مصر واستقلالها بوجود قاعدة عسكرية أمريكية، ولكن مرسى فعلها أو بالأدق كاد أن يفعلها، وبدون اللجوء إلى مجلس الدفاع الوطنى أو الجيش أو المخابرات، فقد قرر مرسى أن يهدى أمريكا هدية لم تحصل عليها على مدى علاقتها الطويلة بمصر، وتم رصد مكالمة هاتفية للرئيس المعزول مرسى مع مسئول أمريكى، فى هذه المكالمة وافق مرسى على منح أمريكا قاعدتين عسكريتين مرة واحدة.. أمريكا (حفيت) ولم تحصل على قاعدة عسكرية واحدة على أرض مصر، فإذا بمرسى يتعهد بإقامة قاعدتين عسكريتين مرة واحدة.. الأولى كانت ستبنى فى رأس بيناس والثانية كانت ستقام فى السلوم، ولكن ثورة 30 يونيو أوقفت الحلم الأمريكى، وحمت الأرض المصرية من أن تدنسها قواعد عسكرية أمريكية، فهل كان مرسى يحاول بموافقته على القواعد أن يثبت أقصى ولاء لأمريكا.أم كان يريد أن يساوى بين مصر وقطر، ولا يفتخر المصرى بأن أرضه خالية من القواعد العسكرية الأمريكية؟ هل كان لموافقة مرسى على اقامة قاعدتين إحداهما فى السلوم علاقة بخريطة أمريكا لإعادة ترسيم وتقسيم الوطن العربى؟ فثمة أسرار كثيرة لم تتكشف بعد عن علاقة مرسى وإخوانه بتنفيذ المخطط الأمريكى للمنطقة بأسرها.. هذه الأسرار عن العلاقة المربية بين الإخوان والأمريكان هذه الأسرار تتكشف يوما بعد آخر، وكل سر وكل وثيقة سيؤدى إلى حقيقة واحدة.هذه الحقيقة أن الإخوان كانوا على استعداد تام وبحماس شديد إلى تسليم مصر لأمريكا وتحويلها إلى أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة.

4

فضيحة ألمانيا

الآن وبعد زوال الغمة لا يتذكر المصريون من أيام مرسى السوداء سوى إفيهاته وفضائحه التى تحولت إلى نكات من أشهر هذه الإفيهات رحلته إلى ألمانيا من منا ينسى المؤتمر الصحفى الرئاسى المشترك مع المستشارة الألمانية ميركل. عندما سأل مرسى عن تطبيق الشريعة ومنع الخمور فأجاب إجابة طريفة جدا و(مسخرة) عن الميكس والدرايفنج لأن الخمر لا تجتمع مع سواقة العربية، ولكن رحلة ألمانيا شهدت ما هو أكثر خطورة بكثير، وهذه الكارثة أو بالأحرى الخيانة ترجمها تقرير للسفارة المصرية فى برلين.. التقرير يروى المدى الخطير الذى وصل إليه مرسى فى تهديد الأمن القومى، فقد نبهت المستشارة الألمانية ضيفها المصرى إلى مخاطر على الأمن القومى، وأن لديها معلومات أن هناك إرهابيين سيصلون إلى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد، وبدلا من أن يسارع الرئيس المخلوع بنقل المعلومات إلى أجهزة الدولة للتصرف بسرعة، ومنع الخطر.. قام مرسى بقلب اللعبة، فسارع بإجراء اتصال هاتفى بمن يهمه الأمر من الإرهابيين لتحذيرهم، وتم رصد المكالمة الهاتفية، ونقل محتواها للمستشارة الألمانية، فكان رد فعلها سريعا وعنيفا اختصرت الزيارة، ونبهت نظيرها الفرنسى إلى ما حدث من مرسى، وكان الرئيس الفرنسى اولاند لديه أسباب إضافية للغضب من مرسى، فقد ساند مرسى المتطرفين فى مالى ووقف ضد التدخل الفرنسى، وهكذا خسر مرسى كلا من ألمانيا وفرنسا فى أقل من 24 ساعة.

المثير أن مرسى وجماعته لم يهتموا بالكارثة أو الفضحية، وكان كل همهم أن يسترجعوا الأموال التى دفعوها فى حجز الفندق لثلاثة أيام، ورفض الفندق ارجاع كل المبلغ وأصر على تطبيق القواعد.يجب أن يخصم تكلفة إقامة يوم.

5

ملف المطار

للخيانة أبواب كثيرة، والتفريط فى الأمن القومى تم فى عهد مرسى بألف شكل ولون.. الملف الخامس لا يخص مرسى وحده، هنا يظهر القيادى القومى بالإخوان خيرت الشاطر فى الصورة، فقد تم انتهاك الأمن القومى عمدا ومع سبق الإصرار والترصد. فقد رفضت الأجهزة الأمنية السماح لعدد من الإرهابيين بدخول مصر، وذلك لخطورتهم على الأمن القومى، فأجهزة الأمن تخشى أن ينفذون عمليات إرهابية بمصر، ولكن مرسى لم يكن مهتما لا بمصر ولا بالأمن القومى، ولذلك كان المطلوب من مرسى أن يسمح لهؤلاء الإرهابيين بدخول مصر بمنتهى منتهى الأمان، ورغم أنف الأجهزة الأمنية السيادية، وقد أوكلت هذه المهمة القذرة إلى خيرت الشاطر الذى كان يتولى إدخال العناصر المتطرفة الإرهابية لمصر، وكثيرا ما كان ضباط المطار يفاجئون بسيارات رئاسية تحمل مسافرين من العناصر المتطرفة، وتختفى بهم، ومن هنا أصبح خيرت الشاطر شريكا مع مرسى فى قضية التخابر، لأن الشاطر كان يتولى مسئولية ادخال المتطرفين لمصر، وذلك رغم المنع الصادر من الأجهزة الأمنية المختصة لهؤلاء المتطرفين من دخول مصر، وملف اتهام مرسى والشاطر فى هذه القضية ممتلئ بعناصر إرهابية من كل شكل ولون، فقد كان ضمن المخطط الأمريكى أن يتم تجميع المتطرفين من كل بقاع الأرض فى مصر، حيث تتم السيطرة عليهم وتوجيه نشاطهم، ولذلك فإن ما يحدث فى سيناء من عمليات إرهابية قذرة هو من نتاج أو بالأحرى أصابع مرسى والشاطر، فقد سمحوا وساعدوا متطرفين معروف نشاطهم وتاريخهم الإرهابى للتوغل داخل مصر. هل كان هؤلاء المتطرفون سيتحولون إلى جيش خاص لمعاقبة معارضى مرسى والإخوان ربما فلا أحد يمكنه التنبؤ بمدى خسة ووضاعة الإخوان.