إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

«عنان» قائد الجيش الحر!



ماذا تفعل إذا علمت أن الفريق سامى عنان يسعى لتشكيل الجيش الحر لضرب مصر؟.. ماذا تفعل إذا علمت أنه اتفق مع الإخوان على عودة الرئيس المعزول محمد مرسى؟.. بالتأكيد هناك مساران.. الأول أن تندهش، وتضرب كفاً بكف.. الثانى أن تطالب بإعدامه فى ميدان عام، دون محاكمة!.. قد تطالب بإعدام معاونيه أيضاً، وعلى رأسهم مراد موافى، مدير المخابرات السابق، دفاعاً عن تراب مصر!
لا تخضك هذه المقدمة أبداً.. فلا يمكن أن يكون «عنان» خائناً، ولا مراد موافى.. لا يمكن أن يستخدمه الإخوان، ولا أى جن أزرق.. لا يمكن أن يقود جيشاً حراً، ولا جيشاً من العبيد.. لا يمكن أن يضع يده فى يد من عزلوه، ولا يمكن أن تتفق مصالحه معهم.. عودة المعزول مستحيلة.. الجيش الحر نكتة بايخة.. الهجوم على «عنان» و«موافى» هجوم بايخ أيضاً.. لا مانع أن تكون هناك وجهة نظر أخرى!
على فكرة إعلان «عنان» الترشح للرئاسة لا يعنى أنه سيكون فى مواجهة «السيسى».. لا يعنى أنه مستغطى بأمريكا.. لا يعنى أنه تفاهم مع الإخوان للفوز بأصواتهم.. أصوات الإخوان واحد على عشرة من أصوات الجمعية العمومية.. عندك 50 مليوناً لهم حق التصويت.. أعلى رقم حصل عليه مرسى خمسة ملايين.. أضف إلى ذلك أن «عنان» لا يمكنه التحرك، إذا أعلن «السيسى» رغبته فى الترشح!
قرأت بالأمس هجوم «تمرد» على «عنان» و«موافى».. استفزنى هذا الهجوم.. كثيرون سيعتبرون أن هجوم «تمرد» لا ينبع من تلقاء نفسها.. سيعتبرون أنه هجوم موجه.. الهجوم فيه تلقيح.. «اللى متغطى بأمريكا عريان».. لا يمكن أن يفرح «عنان» بقطع المعونة العسكرية.. لا يمكن أن يدبر «موافى» لشق الصف الوطنى.. ربما أخطأ كل منهما أثناء المرحلة الانتقالية.. لا يعنى أنهما خونة أبداً!
لماذا لم توجه «تمرد» سهامها إلى المشير طنطاوى بالمرة؟.. من باب كان هو قائد الجيش والحاكم الفعلى للبلاد.. من باب آخر سلمنا للإخوان.. فى بلادنا الرجل الأول هو المسؤول.. الذين يعاونونه تأثيرهم أقل دائماً.. عادتنا لن نشتريها.. إذن مشكلة «عنان» و«موافى» أنهما أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة.. عوقب «عنان» فلم يحضر احتفالات 6 أكتوبر.. اليوم نتهمه بشق الصف، لأنه أبدى رغبة(!)
لا ينبغى أن نفجُر فى الخصومة.. الأخ حسن شاهين قال «محاولات مراد موافى، مدير المخابرات الأسبق، والفريق سامى عنان، رئيس الأركان السابق، لتمرير رسائل لمهاجمة (تمرد)، لمحاولة شق الصف الوطنى، شىء من العبث».. هوّن عليك يا «حسن».. لا أنت الصف الوطنى، ولا هما من الخونة.. لا يمكن أن يقف أى منهما ضد إرادة وطن.. أوباما بجلالة قدره لا يمكن أن يوقف مسيرة الثورة!
لا سامى عنان استغل قدراته الحربية لقيادة جيش حر.. ولا مراد موافى استغل ما لديه كرجل مخابرات فى زعزعة استقرار البلاد.. لو فعل أحدهما شيئاً، فلن تقف الحكاية على «تمرد»، ولا حسن شاهين.. هذه نقرة أخرى.. لا تعطوا جماعة الإخوان فرصة للكلام عن انشقاق مزعوم.. لا من هذا الباب، ولا من أى باب(!)