إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

إلا.. قناة السويس




التحذير الذي أطلقه قائد الجيش الثالث من أن جهات دولية عديدة تتربص بالقناة يجب أن نأخذه مأخذ الجد، لأن ذلك حقيقة واقعة فالأطماع الدولية عديدة.. وحلم كثير من الدول يجب أن نأخذه مأخذ الجد..
وكما كانت القناة مصدر سعادة وفخار لكل المصريين.. فإنها تحمل لهم أيضاً الكثير من المآسي والدموع.. حتي عندما كان يجري حفرها..
ومهما قيل عن حجم القوات التي تحمي هذه القناة الآن.. إلا أن طول هذا المجري المائي وهو 175 كيلو مترا يسمح أن يكون عرضة لأي عملية.. من أقصي شمال المدخل الشمالي - شمال بورسعيد - إلي أقصي جنوب المدخل الجنوبي عند جنوب السويس..
<< وأخشي ما نخشاه أن تتحرك جماعات من الارهابيين الذين يعملون في سيناء أو الجماعات المتضررة من هدم أنفاق التهريب.. أو حلفاء الإخوان.. وأن تعمل كلها متعاونة أو متفرقة علي القيام بأي عملية ارهابية.. سوف يصل صداها إلي كل بقاع الدنيا.. حتي ولو كانت مجرد قذيفة أر. بي. جي تحدث ثقباً في جسم سفينة حاويات أو حتي ناقلة بترول أو غاز.. ذلك أن قناة السويس هي أهم ممر مائي في العالم، وتعبرها أكثر من 18 ألف سفينة كل عام.. تحمل اعلام الدول الكبري والصغري علي السواء..
ولو حدث - لا قدر الله - وتعرضت الملاحة في القناة لأي ضرر فإن التجارة العالمية تتضرر بالفعل، وتقفز أسعار المواد الخام وكل السلع.. وكذلك أرقام التأمين علي السفن.. وتخسر مصر وحدها أكثر من خمسة مليارات دولار هي رسوم عبور السفن في القناة..
<< ولا ننسي أن هذه القناة سهلت دخول الأسطول البريطاني إلي مصر واحتلالها عام 1882.. لا ننسي كذلك أن القناة كانت ورقة في يد بريطانيا في كل مفاوضات الجلاء بينها وبين مصر، بحجة حماية طرق الملاحة والمواصلات الدولية.. وحتي عندما انسحبت بريطانيا من المدن المصرية.. بقيت تتمركز في منطقة القناة بحجة حمايتها!!
ثم هل ننسي أن حماية القناة استخدمتها بريطانيا وفرنسا واعتبرتها مقدمة للعدوان الثلاثي علي مصر.. فما إن تقدمت شريكتهما في الجريمة وهي اسرائيل داخل سيناء، حتي وجهت بريطانيا وفرنسا انذارهما الشهير إلي مصر يطالب بسحب الجيش المصري - ومعه الاسرائيلي- بعيداً عن مجري القناة مسافة 10 كيلو مترات!! ونزلت قوات بريطانيا وفرنسا في مدن القناة وبالذات بورسعيد.. بينما احتلت إسرائيل كل سيناء..
<< ثم كل ذلك رغم وجود اتفاقية القسطنطينية عام 1888 التي تضمن حرية الملاحة بالقناة.. وهو ما كانت مصر حريصة عليه عندما أممت شركة القناة يوم 26 يوليو 1956.. أقول رغم هذه الاتفاقية يجب أن نضع نظاماً دقيقاً لحماية القناة ضد أي عبث.. ويجب ألا نسمح لأي شخص بالاقتراب من المجري الملاحي.. مع علمنا بأن مدي الاسلحة الحديثة يمكنها الوصول إلي هذا المجري ومن بعد كيلو مترات عديدة.. ولا نعتمد فقط علي النوايا الحسنة أو وسائل الدفاع الثابتة بل يجب أن نتحرك بكل السبل ومنها وسائل الدفاع المتحركة لحرمان أي عدو ولو كان حتي من الإخوان من استخدام هذه القناة وسيلة لضرب مصر والمصريين، علي أمل عودتهم إلي كراسي الحكم..
نقول ذلك لأن القوي المعادية التي تتآمر ضدنا عديدة من داخل المنطقة ومن خارجها، ويجب الا نأمن لإسرائيل التي علي يقين من أن قوة مصر.. تهديد لإسرائيل..
<< بل نحذر من الطائرات بدون طيار.. أو التاكسي الطائر.. أو حتي البالون الطائر وكلها يمكن استخدامها لتستهدف أي هدف يتحرك فوق مياه القناة، حتي ولو كان نظام الدفاع الجوي المصري لم يستخدم أسلحة ضد هذه الوسائل.. فإننا يجب أن نحصن الملاحة من أي عملية باستخدام هذه الوسائل لتضرب أي سفينة.. والخوف كله من ضرب سفينة حاويات ضخمة.. أو ناقلة بترول أو غاز طبيعي لأن ذلك يعني تعطيل الملاحة في القناة لمدة طويلة إلي أن يتم تعويمها.. أما الكارثة فهي تسرب ألوف البراميل من البترول الخام لتلويث هذا المجري الملاحي وتحويله إلي سطح ملتهب متحرك فلا تجرؤ أي سفينة علي الاقتراب..
<< وإذا كنا نؤمن الناس في المدن بنسبة 50٪ «!!» فإن علينا تأمين الملاحة في القناة بنسبة 200٪ لأن سمعة مصر كلها تتعرض للتلوث لو حدث للقناة أي مكروه.. نقول ذلك ونحن نعرف أن الهدف الأول للإخوان وحلفائهم بالداخل والخارج هو تلويث سمعة مصر، مهما كان الثمن.