إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أمريكا وروسيا تمهلان «الأسد» أسبوعاً..



"كيري" يناقش مع "لافروف" تطورات الأزمة السورية في جنيف

اتفقت روسيا والولايات المتحدة، أمس، على خطة لإزالة الأسلحة الكيماوية بسوريا، تمهل دمشق أسبوعاً لتقديم قائمة بهذه الأسلحة، كما تنص على صدور قرار دولى تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذى يجيز اللجوء إلى القوة. وأبدى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس، استعداده لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية الجارية حول ملف الأسلحة الكيماوية السورية، موضحاً أن الخيار العسكرى لا يزال مطروحاً فى حال فشلت المبادرة الروسية. وحذر جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، من أنه لن يكون هناك مجال للمناورات أو أى شىء سوى تطبيق كامل للخطة من جانب «الأسد».

فى المقابل، أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن مجلس الأمن الدولى سيتحرك فى حال لم تفِ سوريا بالتزاماتها فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية، وقال: «فى حال عدم احترام دمشق للشروط فى إطار الاتفاقية، فإن مجلس الأمن سيتخذ تدابير فى إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذى يجيز استخدام القوة». 

وأضاف: «هذا لا يعنى أننا سنصدق أى حالة انتهاك يتم رفعها إلى المجلس، دون التحقق منها»، مشدداً على أن واشنطن وموسكو توصلتا إلى تسوية «فى مهلة قياسية».

وبينما رحب وزير الخارجية الفرنسى بالإعلان الأمريكى الروسى، مؤكداً أنه «تقدم مهم»، رفض الجيش السورى الحر هذا الاتفاق.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إن موافقة سوريا على المبادرة الروسية لا ينبغى أن تحول دون إيجاد حلول للأزمة السورية.

من ناحية أخرى، استأنفت واشنطن وموسكو، أمس فى جنيف، محادثاتهما الثنائية حول الترسانة الكيماوية السورية التى دخلت فى مرحلة «حاسمة»، تحت ضغوط من الأمم المتحدة وأمينها العام بان كى مون، التى اتهمت نظام الرئيس السورى بشار الأسد بارتكاب «العديد من الجرائم ضد الإنسانية».

وأكد «كى مون»، فى بيان له مساء أمس الأول، أن «تقرير خبراء المنظمة الدولية سيخلص بشكل دامغ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية فى سوريا، إلا أنه لن يحمل مسئوليتها مباشرة إلى النظام السورى»، معربا عن قناعته بأن المسئولين عن ذلك سيحاسَبون بعد أن ينتهى كل شىء، مؤكدا أنه يشاطر المجتمع الدولى شكوكه فى رغبة دمشق فى تفكيك ترسانتها الكيماوية تحت المراقبة الدولية.

وكثف وزيرا الخارجية الأمريكى جون كيرى والروسى سيرجى لافروف محادثاتهما مع خبراء نزع السلاح المرافقين لهما، لمحاولة التوصل إلى اتفاق حول إجراءات تفكيك الترسانة الكيماوية السورية، وقال مسئول أمريكى بارز: «لقد وصلنا بوضوح إلى لحظة حاسمة.. الجانبان أحرزا تقدما باتجاه اتفاق حول تقييم مخزون الأسلحة الكيماوية»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقدرها بأكثر من 1000 طن. وقالت فاليرى آموس، المسئولة عن العمليات الإنسانية فى الأمم المتحدة: «إن نحو 500 ألف شخص عالقون فى شرك المعارك فى الضاحية الريفية لدمشق، ويحتاجون لمواد غذائية ومياه وأدوية»، بينما أكد «كيرى» تصميمه مع «لافروف» على «العمل سويا، على أمل أن تكون هذه الجهود مثمرة وتحمل السلام والاستقرار إلى هذه المنطقة المضطربة من العالم».

من جانبه، قرر الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند، أمس، تعزيز الدعم الدولى للمعارضة الديمقراطية للسماح لها بمواجهة هجمات النظام، بينما أقر مسئولون أمريكيون -رفضوا الكشف عن هوياتهم- بأن «قرارا يهدد سوريا باللجوء إلى القوة لن يمر فى الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا». وأعلن مسئولون بارزون فى الإدارة الأمريكية، أمس، أن الولايات المتحدة بحاجة لأسبوعين لمعرفة ما إذا كانت المحادثات التى تجريها مع روسيا حول ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية.

وقال رئيس مجلس الشئون الدولية فى مجلس «الدوما» الروسى، أليكسى بوشكوف: إن مطالب واشنطن بشأن تسليم الأسلحة الكيماوية للرقابة الدولية فى غضون أسبوعين هى مطالب «غير احترافية». وأضاف: «من المستحيل تنفيذ هذا المطلب، فى سوريا 42 مخزنا على الأقل ويقع بعضها حاليا فى مناطق القتال.

وأعلن مسئولون أمريكيون، مساء أمس الأول، أن الولايات المتحدة لا تتوقع أن يتضمن قرار لمجلس الأمن الدولى، بخصوص الأسلحة الكيماوية السورية، احتمال استخدام القوة العسكرية بسبب معارضة روسيا، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة ستصر بدلا من ذلك على أن يشمل القرار عددا من العواقب إذا رفضت سوريا التخلى عن أسلحتها الكيماوية بشكل يمكن التحقق منه. وأظهر استطلاع للرأى أجرته وكالة أنباء «رويترز» أن ثلاثة أرباع الأمريكيين يؤيدون الجهود لحل الأزمة فى سوريا من خلال اتفاق دولى للسيطرة على الأسلحة الكيماوية.

وفى إطار حرب «المقالات» التى بدأها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بمقاله بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أعلن برايان روجرز، المتحدث باسم السيناتور الأمريكى جون ماكين، أن السيناتور الجمهورى ينوى الرد على مقال «بوتين» فى مقال رأى بصحيفة «برافدا» الروسية، وأضاف: «السيناتور ماكين سعيد بقبول العرض وسوف يقدم مقالا»، مشيرا إلى أن قرار «ماكين» جاء بعد أن أرسلت صحيفة «فورين بوليسى» الأمريكية للصحيفة الروسية تفريغا لمقابلة أجرتها شبكة «سى إن إن» الأمريكية، وناقش فيها القيود التى تفرضها روسيا على التعبير عن الرأى، وقال ممازحا إنه يود كتابة مقال لـ«برافدا»، وهو ما ردت عليه الصحيفة الروسية بأنه يسعدها أن تنشر مقالا لـ«ماكين».

وقال بن رودز، مستشار الرئيس أوباما: إن الولايات المتحدة ستستمر فى دعم المعارضة السورية سياسيا وعسكريا، مؤكدا إصرار الإدارة الأمريكية على تنحى «الأسد». وذكرت شبكة «سى إن إن» أن هناك خلافا بين خبراء الاستخبارات الأمريكية حول موقع الأسلحة الكيميائية السورية.

من جانبها، ذكرت شبكة «سى بى إس» الأمريكية، أمس، أن تفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية قد يستغرق 16 عاما، ما يقرب من عقدين من الزمان، وهى الفترة نفسها التى قضتها كل من روسيا وأمريكا فى تفكيك مخزون أسلحتهما الكيميائية.

واستهزأت الولايات المتحدة، مساء أمس الأول، باحتفال الرئيس السورى بشار الأسد قبل يومين بعيد ميلاده، مؤكدة أنها عوضا عن أن ترسل إليه بطاقة معايدة قد تشن ضربة عسكرية ضد قواته.

وقال مسئولون فى الائتلاف الوطنى السورى: إن الائتلاف قرر اختيار رئيس وزراء مؤقت ليعزز مصداقيته على المستوى الدولى، فى الوقت الذى تمارَس الآن فيه دبلوماسية عالية المخاطر بين واشنطن وموسكو لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا منذ عامين ونصف العام، وقال مسئولون بالائتلاف إنهم توصلوا إلى توافق على اختيار أحمد طعمة، وهو إسلامى مستقل، لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلى المعارضة.

وقالت وكالة أنباء «موسكو»: إن أصواتا روسية ودولية تعالت للدعوة لمنح الرئيس الروسى جائزة نوبل للسلام، تقديرا لجهوده الأخيرة فى درء شبح الحرب عن سوريا. ودعا سيرجى كومكوف، رئيس صندوق التعليم لعموم روسيا، إلى منح الرئيس الروسى الجائزة، تقديرا لجهوده فى إرساء السلام داخل روسيا، ودعمه الحثيث لجهود التسوية السلمية للنزاعات الدولية.